خبير مغربي يربط بين حادث "آيت جرمان" وجولة الملك الإفريقية
اكمت الجزائر تجاه المغرب العديد من الاستفزازات الديبلوماسية متجاوزة إياها إلى العسكرية عبر النقاط الحدودية المقفلة في وجه مواطني وبضائع البلدين منذ 1994.
وبعد إصابة مواطن مغربي برصاص الجنود الجزائري على يد عناصر من حرس الحدود الجزائري في 02 فبراير الجاري بالنقطة الحدودية بني خالد، إلى جانب ترحيل لاجئين سوريين إلى الحدود المشتركة بين البلدين، حيث اعتبرت الرباط أن الجزائر تعمد إلى ترحيلهم في اتجاه أراضيها، كان آخر استفزاز إطلاق عيارات نارية في اتجاه مركز للمراقبة بآيت جرمان على الشريط الحدودي بإقليم فجيج بداية الأسبوع الجاري، من طرف عناصر من الجيش الوطني الشعبي الجزائري واختراق رصاصتين لجدار ذات المركز.
الدكتور عبد الرحمان مكاوي الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، وفي تصريح لهسبريس، قدم قراءات متعددة للحادث، معتبرا في أولاها أن الجزائر ترمي وراء الخطوة إلى توجيه رسالة معينة إلى المغرب تزامنا مع الزيارة الملكية نحو دول إفريقية، مفادها أن "المنطقة الممتدة من داكار إلى القاهرة هي منطقة أمن قومي للجزائر، وبالتالي فالجزائر تحذِّر المغرب من تحرُّكاته في العمق الاستراتيجي لمنطقة الجزائر الحيوية".
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، أن ذات الواقعة قد تكون للفت الانتباه عن الصراعات الداخلية حاليا على مستوى الحكم حول الرئاسيات المقبلة، مشيرا إلى أن الجناح الثالث للمؤسسة العسكرية المتكون من جنرالات صغار وعقداء، رشحوا ميلود حمروش كحل وسط بين كبار الجنرالات والرئيس بوتفليقة، " فحمروش وبعد تلقيه الضوء الأخضر من طرف الجنرالات الصغار، تم الإعلان عن ترشُّحه وهو أصغر عقيد في الجزائر ويعلم خفايا المؤسسة العسكرية، من أجل الوصول إلى حل ثالث بين الجنرالات وخاصة الاستخبارات العسكرية وقصر المرادية للخروج من هذا المأزق واستمرارية النظام الجزائري" يقول مكاوي.
مكاوي، أكد في حديثه لهسبريس، احتمال وجود رابط بين عملية إطلاق النار هاته والزيارة الملكية للعديد من الدول الإفريقية، مع احتمال أن يكون سلوكا منفردا قامت القوات الجزائرية المرابطة على الحدود الغربية للجزائر، خاصة وأن قائد المنطقة العسكرية الخامسة كان يعطي أوامره للقوات المرابطة على الحدود لإطلاق النار على كل شيء يتحرك سواء كان مدنيا أو عسكريا وحتى الحيوانات، موضحا أن القيادات المحلية لها كامل الصلاحية لإطلاق النار دون الرجوع إلى القيادة المركزية أو رئاسة الأركان بالجزائر، "هم مدججون بالأسلحة ومعتادون على إطلاق النار بكل سهولة على اعتبار أن الحدود مغلقة. ولا يعيرون اهتماما لسلوكياتهم عكس القوات المسلحة الملكية التي تحترم السلاح واستعماله.." يورد الخبير المغربي.
http://www.hespress.com/politique/139761.html